الاثنين، 23 أبريل 2012

مهارات التفكير وسرعة البديهة
الاسم :نوره عايض العاطف . الشعبة :4m2
الفصل الثالث (التفكير وسرعة البديهة )

تناولنا في هذا الفصل موضوعين هامين من موضوعات الكتاب وهما :التفكير وسرعة البديهة
مفهوم التفكير :
انه لغة إعمال العقل في مشكلة للتواصل إلى حلها ,واصطلاحاً: جملة العمليات العقلية التي تجري داخل عقل الأنسان ,بهدف الربط بين الحقائق والمفاهيم والمعلومات والبيانات المتعلمة  ,وتوظيفها في حل المشكلات التي تواجه المرء ,او الأجابة عن الأسئلة والتساؤلات التي تنشا من خلال تفاعله مع عناصر البيئة التي يحيا فيها . فالتفكير مظهر من مظاهر النشاط الأنساني ,وهو عملية حيوية دينامية نشطة مملوءة بمثيرات تتضمن اختبارا مستمرا للفروض , ومناقشة الاراء والأفكار والمقترحات .أما الفكر فيكون محصلة عملية التفكير وأما المفكر فهو الشخص الذي يمتلك المهارات والمعلومات المناسبة ويوظفها في مواجهة المشكلات .
وعند ابن منظور :الفكر هو الخاطر في الشيء, والتفكير هو التأمل ،وأما في الاصطلاح فيعرفه سلامة :نشاط عقلي داخلي يتعامل مع الرموز باشكالها المختلفة ويهدف الى توفير حلول لمشكلات معينة .وعرفه حبيب بأنه :العملية التي ينظم  بها العقل خبراته بطريقة جديدة من خلال الانشطة العقلية الديناميكية والمعالجات الذهنية للصيغ والمضامين وباستخدام الرموز،وذلك عندة حل مشكلة معينة بحيث تشمل هذه العملية إدراك علاقات جديدة بين موضوعين او عنصرين فأكثر من عناصر الموقف المراد حله .
وفي قاموس وبستر التفكير هو الفكر والتعرف والتأمل والحكم والتخيل،والعقل والنشاط العقلي ,وهو ملكة الفكر القادر على تنظيم تسلسل الأفكار .وعرفه الوقفي بأنه:نشاط عقلي تكتسب به المعارف ،وتحل المشكلات، ويظهر سلوكنا على أكثر مايكون منطقية ومعقولية .
وعرفه الحارثي بأنه:استخدام معرفتنا السابقة في حل المشكلات التي تواجهنا .وعرفه الصويتي بأنه: عملية عقلية يتم فيها استخدام الخبرات المتراكمة لحل مشكلة معينة ،او غدراك علاقة جديدة لموضوع ما ،والتعامل مع المتغيرات الخارجية، لمعرفة المعاني التي تحملها المثيرات في الوسط الإدراكي أو البية المدركة .
ويعرفه صالح بانه :العملية التي ينظم بها العقل خبراته بطريقة جديدة لحل مشكلة معينة، أو إدراك علاقة جديدة بين موضوعين أو عدة موضوعات بغض النظر عن نوع هذه العلاقات .
ويعرفه جروان بأنه عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحد او اكثر من الحواس الخمس .                            ويعرفه قطامي بانه : العملية الذهنية التي تساعد الفرد للوصول إلى المعرفة التي يتم فيها توليد الأفكار وتحليلها ومحاكمتها.
ويعرفه ريان بانه : جملة العمليات العقلية التي تجري داخل عقل الانسان بهدف الربط بين الحقائق والمفاهيم والمعلومات والبينات المتعلمة وتوظيفها في حل المشكلات التي يواجهها المرء , أو الإجابة عن الأسئلة والتساؤلات التي تنشأ من خلال تفاعله مع عناصر البيئة التي يحيا فيها .
-         تتكون العملية العقلية من وجود واقع محسوس أو معنوي ،وينقل إلى الدماغ عن طريق حاسة أو أكثر من الحواس الخمسة ،مع وجود معلومات سابقة (خبرات) تفسر هذا الواقع ،ولذلك فهي تقوم على اربع مقومات :الواقع ،الدماغ، الحواس ،والمعلومات .
-         أهمية التفكير ،هناك اتفاق عند التربويين على أن التفكير الفعال عامل مهم للنجاح في المدرسة والحياة ،وهذا يتطلب تعليم الفرد مهارات التعليم الذاتي ،والمهارت المتعلقة بتطوير طرق الحصول على المعرفة .
-         العوامل التي تعيق التفكير هي :
-         الخوف من الفشل :يعتبر الخوف من الفشل من أعظم العقبات التي تعيق التفكير عند الاطفال
-         الضغوط النفسية:إن الظغوط النفسية والقلق تشكل عقبات  تحد من التفكير .فالأطفال الذين يعشون جوا من التوتر،يميلون لتهرب من أداء واجباتهم ويركزون في التفكير على الفشل المحتمل .من الأساليب المجربة إجراء مناقشات مفتوحة مع الطفل في جو من الثقة والحرية والطمأنينة ،من قبل أشخاص يثق بهم ويشعر باهتمامهم وتفهمهم لمشكلته وعطفهم عليه وبحبهم له مثل الوالدين والأصدقاء .
-         التعب :يمكن أن يشكل التعب الجسمي والإجهاد العصبي عائقا في سبيل تنمية القدرات المعرفية للأطفال.
-         مشتتات الانتباه : مثل الاصوات المرتفعة او الاعمال التي تلفت انتباه الطف ،سواء أكانت خارجية أم داخلية ،فانها تشكل عقبات في طريق التفكير الجيد.وليحذروا من البرامج التلفازية والاعلامية بصفة عامة فانها من المشتتات.
-         الغموض :من الامور التي تحد من التفكير عدم وضوح او غموض الواجب المكلف به الطفل ،لا ذلك يشكل ضغطا عصبيا على الطفل ويولد حالة من الارتباك الذهني .
-         عوامل ثقافية :ومن ذلك مانلاحظه من بعض الاباء والامهات والمعلمين الذين يقومون بحل المسائل :أو تقديم  إجابات فورية للطفل ،او تقديم مساعدة مباشرة له في حل الواجبات البيتية فهم يفكرون نيابة عنه ويقدمون له الحلول لقمة سائغة .
-         التلفاز:يحذر الخبراء التربويون من أضرار التلفاز على الاطفال وبخاصة على تفكيرهم ومن هذه الأضرار :
1-إبعاد الأطفال عن الكتب والمطالعة وحرمانهم من تطوير مهارتهم .
2-حرمانهم من التحدي العقلي الذي ينمي الذكاء .
3-إعاقة الطلاقة اللغوية الفصيحة من خلال تعرضهم إلى اللهجات العامية والكلمات والتعابير المبتذلة .
4-عرض الخلافات والشجارات وأفلام العنف وكأنها أمر عادي من ضروريات الحياة اليومية .
5-تشجيع السلبية عند الأطفال ،وإضعاف القدرة على النقد والتفكير الناقد،وحرمانهم من فترات التأمل والتفكير .
-الاغتصاب الفكري :وذلك من خلال إجبارهم بطرق شتى (عقلية او عاطفية او شهوانية )على الاستماع او مشاهدة امور لا يرغبون فيها .
-تبعثر المعلومات: المعرفة التي يقدمها التلفاز معرفة مجزاة مقطعة الاوصال لا يستطيع الاطفال ان يربطوا بينها ،وكما يقول بعض الخبراء اغلق التلفاز بعد مشاهدة البرنامج وافتح باب التفكير والمناقشة عندها يمكن تلافي كثير من اخطار التلفاز .
-الملوثات البيئيه:من العوامل التي تعيق عمل الدماغ ,بعض المواد التي تسبب اضرار للجهاز العصبي للانسان.وتؤثر على الدورة الدموية وتغذية الماغ فهي تؤدي إلى اضرار غير مباشرة لعملية التفكير .
ولعل من الأمور التي تساعد على تنمية التفكير مايلي :
1-بناء احترام الذات :من الأمور التي تساعد في بناء احترام الطفل نفسه :
دعوته لتحمل المسوولية في بعض الاعمال ,إعطاؤه لحرية لاختيار النشاط الذي يرغب فيه مع احترام رغبته ,منح الطفل الثقه للقيام باعماله, احترام افكار الطفل ,إظهار الاهتمام باعماله وانجازاته ,تقدير اقتراحته ,عدم القيام باعمال التي يمكن ان يقوم بها الطفل ,تشجيع الطفل على تقدير امكانته واحترام ذاته والثقه بنفسه ،اظهار المحبة له والعطف عليه وتقدير شعوره .
2-التواصل مع جميع الاطفال :إن المعلم الجيد هو الذي يتواصل مع الجميع ويشجعهم جميعا ولا يهمل منهم احدا .
3-الإصغاء باهتمام :فالمعلم الجيد هو الذي يستمع لما يقوله الطفل باهتمام,ويفسح له المجال لكي يكمل مقولته ويمنع الاخرين من مقاطعته .
4-الصميمية :إن المبالغة في المدح والثناء يفقده قيمته ولذلك لابد من ان يكون التركيز على شي حقيقي .
5-الإيجابية: إن السلوك الإيجابي من المعلم يعني قبول تصرفات الطفل كما هو .
6-الوضوح :يجب ان تكون تعابير المعلم واضحة وان تكون دعوته لطلاب لتفكير واضحة وان يحدد اهداف الموضوع بشكل واضح ومفهوم.
7-الرغبة في التعلم :اظهر رغبتك في معين الاطفال ,اطلب منهم ان يشاركوك هذه الرغبة من خلال اجراءات نشاط معين او قراءة موضوع ما .
أخطاء التفكير :
هناك اخطاء قد يقع فيها المغكر ,ولابد من الحذر منها لتاثيرها السلبي على نتائج العملية التفكيرية منها :
1-التسرع في الاستنتاج :ان التعميم يحتاج دائما الى تان من المفكر ,فلا بد ان يتفحص كثيرا من افراد النوع الذي يريد اصدار التعميم عليها .
2-تعميم التفكير النظري في المولقف العملية :حيث تحتاج المواقف العملية الى مشاهدة دقيقة وتجربة على عينة معقولة ثم بعد ذلك التواصل الى قاعدة او مبدا .
3- الاعتماد على مصادر غير صحيحة : تقود المصادر غير الموثوقة في معلوماتها اللى الاراء الخطا وهذا واضح في علم الحديث الشريف فالاحاديث الضعيفة او الموضوعة لايجوز الاعتماد عليها في الوصول الاحكام الشرعية .
4-الاعتماد على الهوى والعواطف المرتبطة به :ان الاراء التي تتولد عن هوى النفس الذي يعتمد على ميلها الى الشهوات يقود صاحبه الى الاراء الخطا وقد ذمه القران الكريم في قوله تعالى :(ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هوئه وكان امره فرطا)
5- تبسيط الأمور وعدم تقديرها حق قدرها:إن المشكلات المطروحة تحتاج من المفكر ان يعيها بشكل كامل , وان يحيط بجوانها ليتمكن من التواصل الى الحل السليم لها.
6-عدم التفريق بين التقدير والتقديس :فتقدير اهل القدر من الناس واحترام ارائهم والإفادة منها امر مطلوب منا ,ان احترام الأشخاص وتقدير الأراء شيء ووتقديس الأشخاص وارائهم شيء اخر,ان التقديس للاراء يولد التعصب الاعمى ويغلق منافذ البحث .
-أنماط التفكير
وقد قسم التربويون أنماط التفكير إلى عدة تقسيمات تظهر فيما يلي :
1-التفكير المنخفض :وهو التفكير البسييط الذي لا يتجاوز مهرات الحفظ والتذكر والاسترجاع .
2-التفكير الراقي :وهو الذي يتجاوز إلى مهارات التفسير والمقارنة والتحليل والتركيب والتقويم ،وقد يوصف بانه تفكير المنهجي او منظم .
3-التفكير العالي:وهو الذي ارتقى الى مستويات النقد والتمل وفرض الفروض والإبداع والاختراع .
4-التفكير الكمي :وهو القدرة على اعطاء اكبر عدد ممكن من الافكار .
5-التفكير النوعي: ويعرف بالقدرة على اعطاء اراء قليلة وغير متشابهة ولكنها مفيدة .
6-التفكير السطحي :وهو الذي يكتفي بالملاحظة العابرة مع قلة المعلومات او تشوهها .
7-التفكير العميق :وهو الذي يتحرى دقة الملاحظة مع سعة الاطلاع على المعلومات .
8-التفكير المستنير:وهو الذي يرتقي فيه صاحبه فوق ذاته ويتجه الى رعاية شؤؤن الامة والعمل على تطويرها ورقيها .
-مهارات التفكير :هناك عدة تقسيمات لهذه المهارات :
عند جارلس ليتري في كييف حددها بسبه مهارات اساسية هي :
قدرة التركيب ,شحذ الهمة , التحمل والتسامح , التحليل ,التدقيق ,التركيز ,التحليل المقارن .
وأما حبيب فيضع تصنيفا اخر لمهارات التفكير هي :
المقارنة ,التصنيف ,التنظيم ,التجريد ,والتعميم ,الارتباطات المحسوسة ,التحليل التركيب , الاستدلال ,الاستنباط ,الاستقراء .
أما ريان فقد جعل مهارات التفكير على الصورة التالية :
أ-جمع المعلومات والبيانات والتوصل اليها .
ب- تصنيف المعلومات وتنظيمها .
ج-المقارنة بين الأشياء والأفكار والأحداث وتحديد اوجه الشبه والاختلاف بينها .
د-التطبيق الذي يساعد على نقل الحقائق والمفاهيم والمبادئ الى واقع عملي .
ف-ترجمة الافكار بتحويلها الى انماط موازية .
و-الربط بين الحقائق والمفاهيم والقيم والمهارات .
ز-تعليل الظواهر والنتائج باكتشاف الاسباب والعوامل .
ح- التحليل الذي يقوم على الوقوف على الجزئيات للكل لمعرفتها وفهمها .
ط-التركيب الذي يولد الافكار الاصلية الدالة على الابتكار والابداع .
ي- التقويم للافكار والاراء والقرارات التي تحتاج الى معايير تقاس في ضوئها .
-انواع التفكير :هناك تقسيم لانواع التفكير على اساس الازواج المتناظرة :التفكير التباعدي والتفكير التقاربي ,التفكير الاستقرائي والاستنباطي,والتفكير الابتكاري والناقد ,التفكير الاستراتيجي والتكتيكي ,التفكير المحسوس والمجرد ,التفكير الحدسي الحسي والعقلي  والأخلاقي والتفكير التاملي .
-سرعة البديهة :هي سرعة الادراك وسرعة الحكم على الشيء ,وخي مرتبطة مع الذكاء فأصحاب الذكاء الخارق ,عندهم عندهم سرعة البديهة الطبيعية ,والأصل ان توجد عند كل الناس الذين يملكون ذكاء عاديا ولكن بصورة متفاوتة ,وهناك نوعان من سرعة البديهة ,الاول سرعة البديهة الطبيعية المرتبطة مع فطرة الانسان ,والثاني سرعة البديهة الاصطناعية التي توجد عن طريق التدريب والمتابعة الحثيثة .
وترتبط سرعة البديهة بالتفكير السريع ,واذا اردنا التخلص من التفكير البطيء, فعلينا ان ندرك ان الغرب عدو المسلمين ومايصدره لنا من افكار لابد ان تكون موضع شك ,نعرضها على عقيدتنا وديننا قبل ان نتخذ موقفا بشانها ايجابيا او سلبا . ثم الوعي الذي لابد ان يسود حياتنا في التنبه الى غرض الغرب من اثارة التفكير والاهتمام به في بلادنا,ومع انه لا يريد الخير لنا .وتخيرا ان نعرف ميدان العقل والتفكير فلا نسمح بتجاوزه الى القضايا الغيبية المتعلقه بالعالم الاخر الذي يوخذ عادة الا من القران الكريم والسنة الصحيحة .
وقد طرح أمثلة عليها من حياة الانبياء والصحابة والحياة المعاصرة ,وبينا اهمية سرعة البديهة في حياة الفرد والجماعة والامة ,وبينا كيف نربي الامة على سرعة البديهة ,وكيف نخلصها من التفكير البطيء الذي يحول بينها وبين النهضة .
توثيق المراجع :
ريان ،محمد هاشم .(2004) .مهارات.التفكير وسرعة البديهة .عمان:دار حنين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق